مدنين: ثلاثة سوادنيين يقضون الحجر الصحي الاجباري تحت شجرة
هنا تحت هذه الشجرة قبالة مبيت المهاجرين غير نظاميين بمدينة مدنين، يخضع ثلاثة شبان من السودان للحجر الصحي الاجباري نهارا وتحت حائط المبيت يقضون ليلتهم دون غطاء او فراش، هكذا هم منذ أكثر من عشرة أيام.
مراسلة صبرة اف ام بمدنين نعيمة خليصة تحولت اليهم وتحدثت معهم بصعوبة حيث أكدوا لها أن واحدا منهم يعيش على هذه الشاكلة منذ 15 يوما أما البقية فقد وصلوا منذ عشرة أيام وما يجمعهم هو فرارهم من ليبيا خوفا من الموت واشردهم في تونس بسبب رفض قبولهم من السلط الجهوية بمدنين.
وقالت المراسلة نقلا عنهم إنهم يقضون نهارهم تحت الشجرة يلعبون مرة وينامون مرات بعد ان يقدم لهم احد المقيمين بالمبيت علبة حليب وخبزة وهي الوجبة نفسها ليلا في حين ينتظرون شفقة المارة لتمكينهم من وجبة غداء حتى ان أحدهم كان يضطر الى الأكل من القمامة.
وافادت مراسلتنا أن بقائهم في هذا الوضع سببه الامال التي يعلقونها على السلط الجهوية والمنظمة الدولية للهجرة بعد أن طلبوا منهم البقاء تحت الشجرة بتعلة اتمام الحجر الصحي الاجباري ل14 يوما في انتظار اصدار الوالي قرار بايوائهم واجراء التحاليل المخبرية للتأكد من سلامتهم.
ورغم محاولة المراسلة التسجيل معهم صوتا وصورة الا أنهم رفضوا مؤكدة أن تهديدات تصلهم من المشرفين بالمنظمة أو المسؤولين وفيها صراحة ” تو ينفعكم الاعلام” وهو ما يضطرهم الى تجنب ايصال صوتهم وتحمل عناء الحياة في هذه الفترة التي يعرف فيها الطقس ارتفاعا في درجة الحرارة فقط من أجل التمكن من الدخول الى المبيت لايوائهم.
مرة أخرى يعري فيروس كورونا حجم التناقض بين ماهو مطلوب من بلادنا في علاقة بحقوق الانسان وضمان كرامته مهما كان موقعه وبين تطبيق ذلك، وهذه القصة خير دليل على أن احترام الذات البشرية هو فقط ” شعبوية ديبلوماسية”.
